هكتـب عنك منغير ما اخاف انك تعرف انى اقصدك ..
بطلت اخاف !

بحب الليل وسكوته وسرحـانه .. والمزيكا اللى السما بتعملها قبل الفجر ..
وكل البيـوت وهى حاضنة الناس منغير كلام .. والنجوم مرشوشة فوق البيـوت و الشوارع اللى بتنور ضلمة القلوب ..
وصوت منيـر وهو بيقول " شبابيـك .. الدنيا كلها شبابيـك .. والسهر والحكاية والحواديت .. كلها دايرة عليك " 
والذكريات اللى بتيجى فى بالك تخليك تبتسم .. او تخليك ترفع راسك للسما وتقول يارب .. 
و الستاير المقفولة .. والضوء اللى بيدخل هربان نفسه فى دفا ..
و عز النهار والزحمة لما بحس انى لوحدى .. و فى عز سكون الليل بحس انى جوة قلب كل النـاس .. إنى متونسة بـ ناس بزورهم ويوزرونى فى الحلم ..
و جدتـى اللى عمرى ما شوفتها بس بين قلوبنـا رسول .. يوم ما طبطبت عليا فى الحلم .. يومها كانت فرحى اللى زارنى .. وحواديتـى كانت مابتخلصش !
جدتـى "فرج الله" بعتتلى من اسمها شوية .. جدتـى اللى كل مرة تنده عليها او تقول اسمها .. بتُذكر اسم ربنـا ..

أقولِك على سـر ؟! حاسة انك لو اتجوزتى مش هشوفـك تـانى ..

كبرنـا واتغيرنـا وملامحنا مش زى زمـان ..
الضحكة اختفت وبقت إبتسامـة مليانـة كلام ساكـت ..
الرغى اللى كان بالساعات اتحول لدقايق .. وكل الكلام متعاد و قديـم ..
لُقانـا اختفـى وبقى يحصل مرات معدودة فى السنـة كلها !
بعد ما كنا بنقضى معظم الوقتت مع بعض .. بقى ممكن نقعد بالشهور مانشوفش بعض
الاماكن اللى اتعودنا نروحها مع بعض .. والمشى اللى بالساعات .. والفاترينـات .. والشوارع والناس .. اتغيرت !
بقيت لوحدى دايماً .. انعكاس صورتنا فى الفاترينات بقى انعكاس ليا لوحدى .. انتى اختفيتى !
مباقيتش اشتاق لشوارع وسط البلد واحنـا سوا ..

صورتها المليئة بالراحـة الذى كان يبث دفء فى روحى اختفى !
وجهها البشوش تحول لوجه عابس .. يتخلله ضحكـات مزيفة !
روحها التى كانت تبث حيوية فى كل مكـان تحول لكسـل وشرود دائم !
حاولت كثيراً إقناعها بالتخلى عن اسبابها التى جعلتها تتحول لشخص آخر .. لكنها متمسكة بها ..
عمرها الذى لم يتجاوز الحاديـة والعشرون .. تشعر وكأنه واحد وسبعون ! .. مع الفرق ان الأشخاص فى هذا العمر لديهم من الخبرة ما يكفى .. لكنها بالكاد تعرف كيف تتجنب اصغر المشاكل ..
قاربت روحها على الأنطفـاء .. ضحكتها .. كلامها .. وعيناها اللامعتين ..
أفتقدها ! .. لكن الأمل بداخلى اصابه اليأس .. فهى غير معترفة بغيابها من الأساس !
نقاشنا اصبح حاد .. وملئ بالعتـاب ..
لكنها لا تفهم انى لا اهتم واعاتب سوى من هم اقرب إلى من نفسـى .. كانت كذلك لكنها لن تعود !
مُحينا من اولويات بعضنا .. لقاءاتنا تحولت لصدفة ..
اشعر انها مسألة وقت وانى لن أراها ثانية ..
يوم زفافهـا .. سوف افرح كما لو كان زفافى .. لكنى بعدها سوف يُصيبنى حُزن يعقوب ..

ستظل ارواحنا معلقة ببعضها البعض بين جدران مدرسة قديمة .. ارواحنا سوف تلتقى بينا عيوننا لن تفعل !