الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

انا خايفة.

عزيزي مرعي..
مضى وقت طويل منذ آخر مرة بعثت فيها برسالة لأحدهم ، فـ في السابق كنت أقص طريق العودة للرسائل التي أبعثها ، لكن لا أُخفي عليك ، أنظر في صندوق رسائلي يومياً من شدة اليأس ، أو الإحباط لا أدري ..
أريد سماع أن كل شئ سيكون بخير ، حتى وإن كانت تلك الجملة غير حقيقية ..
أنا يائسة جداً لدرجة تجعلني لا أعرف ماذا أفعل تحديداً في هذه الحياة ، كالعادة..
عملي يقتضي علي أن أتحدث يومياً لمدة ثماني ساعات لإناس لا أريد التحدث معهم ، أشعر احياناً بأني لا أريد التحدث مع نفسي ، لا أريد الكلام ، ولا الهمس ، ولا حتى التكلم بالإشارات ، أريد ان أصمت .. صوتهم يزعجني ويجعل الصوت بداخلي يخفت ويخفت حتى أصبحت لا أسمع نفسي ..
صوت الصخب الذي كان يجعل النوم يهرب مني أصبح هادئاً جداً .. لم أعد أسمع نفسي ، ولم أعد أعرف ماذا أفعل ، عندي من الأسباب ما يكفي لترك عملي منذ زمن ، لكني أخاف الوحدة..
لا تشعر بالتناقض من حديثي ، فأنا حرفياً لا أعرف ماذا أفعل هنا ، وماذا يجب علي ان افعل..
أصبحت مصدر قلق لكل من حولي ، لا أكف عن التذمر مثل الأطفال ، لكن كل ذلك الصخب مجرد محاولات بائسة مني لإيجاد المساعدة التي لم أعرف يومها كيفية طلبها ، فكيف لأحدهم ان يساعدني وأنا لا أطلب اي مساعدة ؟ مجرد تذمر وطاقة سلبية أنشرها في كل مكان أذهب إليه.. أصبحت أكره النهايات أكثر وأكثر .. فالعام على وشك الإنتهاء ، وأيامي في العمل محدودة ، وكل الألم الذي أحمله بداخلي ولا أعلنه فأخبرهم بأسباب لا أساس لها على وشك الإنتهاء أيضاً انا أعلم ..
لكنها إلى أن تنتهي ستستنزف كل طاقتي المُتبقية التي أوشكت على الإنتهاء ، وتتركني خالية اليدين أمام كل شئ جديد .

NB: لا أكف عن التفكير في الهروب ..

لك من القلب كل الأشياء الجميلة والخفيفة مثل رفقتك.
سارة.

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

كل ما الحكي يطول أكثر .

"أرجوك لا تقترب أكثر ، فأنا يا صديقي مثل النار التي تلتهم كل شئ أمامها ، فلم يقترب مني شخص أملاً في إكمال ما تبقى لنا سوياً إلا وخرّبت كل شئ ، كل شئ حرفياً ..
أستطيع أن أكون صديقتك المُخلصة ، والوفية ، وكاتمة أسرارك إلى مالانهاية ، يمكنك أن تُخبرني عن حبيبتك التي تُخفيها عنهم ، وعن عينها التي تأخذك إلى العالم الموازي حيث كل شئ جميل ومُبهج وملئ بالألوان ، وعن شجاركما بالأمس ورغبتك الدفينة بمصالحتها لكن الكبرياء يمنعك ..
يمكنك أن تهاتفني في الثالثة صباحاً وسأجيبك دون عتاب أو ظن بأنك تحبني وتريد سماع صوتي ، لتحكي لي عن خجلها عندما إعترفت لها بحبك ، وسنخطط سوياً لحفلة عيد ميلادها والهدية الملائمة لها ، سأفعل كل هذا وأكثر لأنك صديقي .. فكلما كان ما بيننا يدور في نطاق الصداقة يسير كل شئ على ما يرام ..
لكن كلما تطور الأمر ولاحظت إهتمام أحدهم أشعر بأني يجب أن أهرب ، أختفي ، أتبخر ولا يتبقى لي أي اثر ..
لن أخفي عليك ذلك السر ، لكني لا أشعر بأني جديرة بالحُب ، تلك المسئولية التي تقع على كاهلي فأشعر بأني مُحاصرة ، وملتزمة بمبادلة ذلك الشعور ..
ماذا إن إستيقظنا في الصباح ووجد نفسه لا يحبني؟
ماذا إن تعلقنا ببعضنا وأصبحنا لا نفترق ثم حدث شئ فرّقنا؟
ماذا إن شعرت إن روحي تسير في الإتجاه الخاطئ وأردت الهروب فكسرت قلبه؟
ماذا إن كنا أشخاص خطأ في حياة أحدهم ، ظهرنا فقط في الوقت المناسب فأكملنا إحتياج وقتي وكان هذا كل ما في الأمر؟
أعرف كل إجاباتك ، لكن ذلك لا يمنع عقلي من التفكير في كل تلك الإحتمالات .. والخوف منها .. ولا أُخفي عليك ، عندي مخاوف تزيد على ماذكرتها أضعاف وأضعاف .. لكني أحاول عدم التفكير فيها حتى لا أختفي بداخل نفسي ولا أعود..
أريد حقاً إسناد رأسي على كتف شخص ما ، أعرف بأنه يحبني وأحبه أيضاً .. أريد إخباره عن تفاصيل يومي ، وعن حُزني في الصباح ، وإرهاق منتصف اليوم ، والحنين الذي يراودنا في المساء ..
أريد أن أشاركه أكلتي المُفضلة ، وشراء حذاء ملائم للمشي في شوارع القاهرة ..
أريد أن أخبره بكل شئ ، لكني أعرف بأني أحتاج مُعجزة كي أحكي ، وأن يقترب.
لا أريد أن أثقل عليك أكثر ..
أحلاماً سعيدة.
:)

الخميس، 22 سبتمبر 2016

أهواك بلا أمل إلى مالانهاية :)

المُعضلة اللي هتفضل إلى اللانهائية ومابعدها ، هي إن الحب يبقى متبادل ..
يعني اللي أنت بتحبهم يحبوك ، أو اللي بيحبوك يصادف ويكونوا هما الناس اللي بتحبهم.
لكني طول عُمري ومنغير قصد كنت بوزع حُب على كل الناس منغير ما أستناهم يحبوني .. من قبل ما أسمع فيروز وهي بتقول "أهواك بلا أمل" ، وأنا عُمري ما إستنيت حُب من أي طرف .. زي اللي بيبعت جوابات ومابيستناش الرد .. صحابي وقرايبي وزمايلي حتى المدرسين اللي كنت متعلقة بيهم ، وكل حد شوفته في يوم وعمل موقف أثر فيا كنت بشيله في قلبي مكان منغير ما يعرف حتى بمكانه دة.
يمكن كنت بخاف من إنهم مايحبونيش أو مايبقاش ليا عندهم نفس المكان في القلب فأزعل ، أو أبطل أحبهم ، أو أتعشم والعشم وحش.. فماكونتش بقولهم..
بس من وقت للتاني بنبقى عايزين حد يطمنّنا إن بعد تحويشة العُمر دي ، والحب اللي متشال للناس عندنا ، لينا زيه بالظبط ، لينا زيه في قلوبهم ، هما من حقهم يعرفوا مكانتهم عندنا ، وإحنا من حقنا نعرف إحنا إيه عندهم .:')

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

Virginia's last letter.

Dearest,

I feel certain I am going mad again. I feel we can’t go through another of those terrible times. And I shan’t recover this time. I begin to hear voices, and I can’t concentrate. So I am doing what seems the best thing to do. You have given me the greatest possible happiness. You have been in every way all that anyone could be. I don’t think two people could have been happier till this terrible disease came. I can’t fight any longer. I know that I am spoiling your life, that without me you could work. And you will I know. You see I can’t even write this properly. I can’t read. What I want to say is I owe all the happiness of my life to you. You have been entirely patient with me and incredibly good. I want to say that – everybody knows it. If anybody could have saved me it would have been you. Everything has gone from me but the certainty of your goodness. I can’t go on spoiling your life any longer.

I don’t think two people could have been happier than we have been.

الاثنين، 4 يوليو 2016

أنا إبن مين يا دادا..؟

مدونتي العزيزة..
بقالي كتير مكتبتش ، بس نشر الكلاكيع اللي جوايا بيجيب إكتئاب لناس كتير ، وبقى مُرهق جداً ، كأنك واقفة في نص ميدان بتحكي قصة حياتك لناس رايحة وجاية ومش سامعاكي ولو ركزوا معاكي فهيبقى لدقايق ، و إنتباههم هيتشد في حاجة تانية..
وحتى لو ركزوا فهيكونوا صورة في دماغهم ماتهمنيش إطلاقاً بس مش هحب أكون موجودة و متبروزة في أفكارهم جوة حاجة مش أنا ..
وأصلاً أنا مش عايزة حد يبقى فاهمني ..
دة غير إن بقالي كتير حاسّة إن أنا مش أنا ..
مش إكتئاب ، أبسلوتلي ..
بس قررت أدخل الدايرة إلى اللا نهائية وما بعدها ، وأبقى شجاعة ومازهقش من الرحلة ..
***
مدونتي العزيزة..
بعد ما كنت بتكسف أتواصل وبتلخم مع الناس في الحقيقة وبفضّل تكتكة الزراير عالشات ، بقيت فاشلة لأبعد درجة مُمكنة في التواصل إلكترونياً..
وبقيت ببص للناس في عيونهم عادي ، وبضحك ، وبحكي ، وبتكلم ، وقفشت نفسي من كام يوم بزعق ..
الصوت اللي كان بيبقى مكسوف يطلع لو حد داس على رجلي أو خبطني وعايز ميكروفون عشان يتسمع بقى بيزعق :'))
***
مدونتي العزيزة..
ساعات بصحى الصبح عايزة أبقى حلوة ..
أبقى متشافة حلوة ، والناس يقولولي إنك حلوة ، وأبص لنفسي في المراية أحس إني حلوة ..
وساعات ببقى صاحية عايزة أختفى ، تظهر دوامة زمنية ترميني في آخر الكوكب ومارجعش تاني ..
أو أنعكش شعري وأطفي النور وأشد الستاير ومحدش يصحيني ، أو أستخبى في الدولاب.
***
مدونتي العزيزة ..
إسراء وحشتني ، لسة شايفاها قريب بس إسراء القديمة هي اللي وحشتني ..
الحلوة أم عيون بتلمع وصوتها كله طاقة بتديني مُبرر أتخلى عن أفكاري في الهروب عشان نتكلم سوا وأشوفها دايماً..
إسراء الإنسانة الوحيدة في الكون اللي تقدر تجيبني لما بستخبى جوة دماغي ، وهي ماسكة إيدي بكل هدوء..
أنا عارفة إنها هترجع ، أو هنتقابل في نص الطريق نشد بعض ونرجع :')
***
مدونتي العزيزة..
عايزة أحضر حفلة مع مرعي زي السنة اللي فاتت ، ونفضل نرغي في أحلامنا اللي هنحققها قريب..
وفي أحوال البلد اللي بنقول إنها مش فارقة معانا بس بنكمل كلامنا عليها برضه..
نفسي يسافر السنة دي ، وأنا لما أسافر نتقابل ونحضر حفلة سوا تاني :')
***
مدونتي
هبطل توهة ، وهشوف حل للأفكار اللي بتجيلي كل شوية إن إحنا بنعمل إيه هنا؟ وإيه لازمة كل حاجة؟ وليه بنصحى الصبح؟ وليه بحب حاجات مابتحبناش؟ وليه الحاجات اللي بتحبنا مابنحبهاش؟ وكل الأفكار الوجودية المُراهقة اللي بتزن ساعات في نفوخي دي.
***

الأحد، 3 يوليو 2016

إبعتلي جواب وطمني ..

"The world is coming down on me and I can't find a reason to be loved."

**
بقالي كتير مابكتبش ، وبقالي كتير مابكتأبش ، وبقالي كتير حاسّة إني بصحى كل يوم لسبب أو لهدف معين مهما كان تافه بس على الأقل لاقية سبب.:))
بس سحابة الإكتئاب الشهر دة ملازماني زي ضلي ، اللي هو وراكي وراكي مهما هربتي .. لدرجة إني من يومين كنت بعيط لماما عشان فعلاً عايزة أختفي ..
مش عايزة أنزل بس بنزل ، مش عايزة أتكلم بس ماببطلش رغي ، مش عايزة أنام وأفضل مبحلقة في السقف بس بنام ، حاسّة إن دماغي هنجت منغير سبب واضح ، دماغي هنجت لمجرد التهنيج عشان أقوم قايلة ستوووب .. أنا مش عايزة أكمل .. نزلوني هنا على جنب أنا هروّح لوحدي .. كالعادة ..
**
مصطفى إبراهيم لما قال ..
"لللأسف من صُغر سني علتي بزهق قوام
كل فترة أسخن لكني بعد فترة أبرد أوام
كُله في الأول بميل له وكله في الآخر بمله
حتى لو كان شئ فاضله خطوة واحدة عالختام"
كأنه بيقصدني ..
وأنا زهقت من إني بزهق ..
وعمالة أقنع نفسي أكمل للآخر ..
وإني كبرت ، مش لازم ٢٣ سنة تانيين يعدوا عشان أعرف إني مش صغيرة ..
وإني لازم أبطل أصُد الناس ..
وإني عادي مُمكن أتحب يعني زي الناس ..
مش كائن فضائي أنا.
#بلالا

الجمعة، 19 فبراير 2016

"إذكريني يا حبيبتي حينما تضرب عنيكي في السما وتحسّي بالوحدة"

I'm not afraid of death; I just don't want to be there when it happens.
- Woody Allen .

من كام يوم حلمت إن ماما ماتت ، الحلم دة إتكرر كتير قبل كدة ، وكل مرة كنت بصحى مصدومة وبقوم رايحة مصحياها ، وبفضل كام دقيقة مبلّمة وبعد كدة بنفجر في العياط ..
بس المرة دي الحلم كان مختلف ، أو أنا اللي بقيت مختلفة عن زمان . زمان كان عندي بابا وماما ، ضامنة وجودهم هما الإتنين وإني هشوفهم كل يوم وإننا هنفضل سوا للأبد !
فكرة إن حد فيهم هيموت مكانتش بتيجي في بالي ، وحتى بابا اللي فضل فترة كبيرة عيان والموت في الفترة الأخيرة كان متوقع جداً ، بس برضه مكانش بييجي في بالي إنه هيموت . بس مات .
المرة دي الحلم مختلف عشان أنا معنديش غير ماما ، المرة دي الحلم مختلف عشان حياتي كانت باظت حرفياً بعد بابا ، الحلم المرة دي مختلف عشان كسرت وبوّّظت وبهدلت كل حاجة وكل حد تقريباًً بعد بابا ، المرة دي الحلم مختلف عشان أنا بقيت بخاف من الموت.
مش خايفة أموت ، ومش تشاؤم ولا حاجة بس فعلاً مباخافش لما بييجي في بالي إن هاييجي يوم هموت فيه ، بس بخاف من موت اللي بحبهم وأنا عايشة ، الحياة بالنسبالي هي الناس اللي حواليا ، عيلتي وصحابي ، الناس اللي لما إكتأبت الشهور اللي فاتوا كانوا جنبي ، وخلوني أرجع تاني ، وبقيت بقدرة ربنا ووجودهم جنبي أحسن من الأول.
بس المشكلة إني بقيت كويسة بسبب الناس اللي بحبها ، اللي عالجوني بسبب إكتئاب موت بابا اللي بحبه ،الناس اللي لو هما كمان ماتوا هفضل في نفس الدايرة ، ومع كل موت حد قريب مني هرجع تاني وبصورة أسوأ ..
مش عايزة أتشائم ، أو أقدر وقوع شئ قبل ما يحصل ، بس الرعب مابيخلصش ، والخوف بقى بزيادة.

الاثنين، 18 يناير 2016

كواكب وكدة..

عزيزتى الكواكب العزيزة ..
لا أدرى لماذا أخاطبك بصيغة القريب وأنتِ أبعد ما يكون عنى ، وعن سماعى..
لكنى تعودت البُعد ، وتأقلمت مع المسافات ، وأصبح الغياب هوايتى المُفضلة.
..
من يومين حلمت بحد أعرفه من زمان ، بيضفرّلى شعرى اللى خصلاته كانت ناعمة زى ما كانت طول عُمرها ، قبل ما يزعل على حالى ويبقى دايماً منكوش ومُتمرد ورافض أى قيود تربطه بأستك.
..
متى زادنا العُمر حُزن على حُزننا ؟
ومتى كانت السنين تُكبل أقدامنا وتمنعنا عن الطيران؟
فى السابق كنت أجرى وقتما شئت ، وأضحك أينما شئت ، وأرتدي ما أريده لا ما يفرضه على المُجتمع وأفراده الذين لا يعنون لي ولا أبالي حتى لآرائهم.
لم أكُن كسولة يوماً ، لكن الشارع أصبح مكان مُرعب بالنسبة لى.
حتى الرياضة التى كنت ألعبها كنت مُقيدة فيها وكنت أخاف حتى من الحركة ، وكان الكابتن يتهمنى بالكسل ، لكنى كنت جبانة .. ولم أكُن كسولة يوماً.
فى السابق كنت أخاف النوم حتى لا يضيع منى يوم واحد لا أستمتع فيه ، ويفوتنى أشياء لن تعود مُجدداً ، لكنى الآن لا أستطيع النهوض من الفراش ،الآن فقط أصبحت كسولة ، لكنى لم أكُن كسولة يوماً.
..
بحب أتفرج على التانجو الأرجنتيني ، ورقص الأفلام الهندية ، والزفات النوبية.
الرقص بيحرر الروح ، وبيخليك تطير برة جُدران العالم اللى إنت محبوس فيه طول حياتك. في يوم هجرّب أتعلم تانجو ، وهرقُص ، غصب عنى هرقص :')
..
أريد تجربة الحُب..
قلبى أنهكه السفر ، والترحال فى خيالى من قلب إلى آخر دون العيش فى أى واحد منهم ، أريد تذوق طعم الراحة والسكن فى قلب ما ، أريد ذلك الأمان الذى سُلِب منى رغماً عنى ..
أريد البوح والإعتراف بكل ما يشعر به قلبى لا بما يفكر فيه عقلى الذى لا يملك سوى توريطى فى مأساة جديدة ..
المشاعر تصدئ إن لم نبوح بها ، وأنا مشاعرى غلفّها الصدئ ولن يُُمحيه سوى ذلك الوصال الذى تبتهج له الروح والقلب ، والعقل أيضاً.
..
تذكّر أن الخوف هو عدوك الأول.

الاثنين، 11 يناير 2016

Infinity..

فى عقيدتى كنت أؤمن بالعلاقات طويلة الأمد ، والصداقات التى تستمر لسنوات ، وكانت أمنيتى أن نكون سوياً لمائة عام ، مائة عام من الرِفقة ، وليس العُزلة كما كانت سنوات ماركيز.
لكن يا عزيزي تمر الأيام لتثبت لنا كم كُنا حمقى حين إعتقدنا يوماً بدوام الحال كما هو ، وبدوام الصداقات للأبد ، وبقاء من بداخلنا دون تغيير .
كبرنا يا صديقي وعرفنا أخيراً أن كلمة "إلى الأبد" ما هي إلا وهم إخترعناه نحن وصدقناه، كي نُطمئن نفوسنا بضمان مؤقت ، طالت مدته أو قصرت فمصيره إلى زوال ..
كبرنا يا صديقي لنجد أحبتنا يرحلون واحداً تلو الآخر ، وأصدقائنا يتبدلون ، وأحلامنا تطير في سماء الواقع ، حتى واقعنا أصبح صورة لشئ لم نتخيله يوماً ..
الوقت يمر ..
ومصيرنا إلى زوال أيضاً ، لذلك إستمتع بما هو معك الآن ، ودع من يرحل يرحل ، ومن يريد البقاء فليبقى ..
فـ خطوط وجهك المتوازية تزيد في نظام وثبات ، وندوب قلبك خلقت غيمة رقيقة على عينك فلم تعد ترى الجمال ، وآثار يد الراحلين على كفك تزيد برودة أطرافك ..
لكن أرجوك ..
لا تجعل تلك اللمعة تختفي من روحك ، فهي كل ما تبقى لي ، ومازالت تهديني للطريق كلما ضللته.