الاثنين، 18 يناير 2016

كواكب وكدة..

عزيزتى الكواكب العزيزة ..
لا أدرى لماذا أخاطبك بصيغة القريب وأنتِ أبعد ما يكون عنى ، وعن سماعى..
لكنى تعودت البُعد ، وتأقلمت مع المسافات ، وأصبح الغياب هوايتى المُفضلة.
..
من يومين حلمت بحد أعرفه من زمان ، بيضفرّلى شعرى اللى خصلاته كانت ناعمة زى ما كانت طول عُمرها ، قبل ما يزعل على حالى ويبقى دايماً منكوش ومُتمرد ورافض أى قيود تربطه بأستك.
..
متى زادنا العُمر حُزن على حُزننا ؟
ومتى كانت السنين تُكبل أقدامنا وتمنعنا عن الطيران؟
فى السابق كنت أجرى وقتما شئت ، وأضحك أينما شئت ، وأرتدي ما أريده لا ما يفرضه على المُجتمع وأفراده الذين لا يعنون لي ولا أبالي حتى لآرائهم.
لم أكُن كسولة يوماً ، لكن الشارع أصبح مكان مُرعب بالنسبة لى.
حتى الرياضة التى كنت ألعبها كنت مُقيدة فيها وكنت أخاف حتى من الحركة ، وكان الكابتن يتهمنى بالكسل ، لكنى كنت جبانة .. ولم أكُن كسولة يوماً.
فى السابق كنت أخاف النوم حتى لا يضيع منى يوم واحد لا أستمتع فيه ، ويفوتنى أشياء لن تعود مُجدداً ، لكنى الآن لا أستطيع النهوض من الفراش ،الآن فقط أصبحت كسولة ، لكنى لم أكُن كسولة يوماً.
..
بحب أتفرج على التانجو الأرجنتيني ، ورقص الأفلام الهندية ، والزفات النوبية.
الرقص بيحرر الروح ، وبيخليك تطير برة جُدران العالم اللى إنت محبوس فيه طول حياتك. في يوم هجرّب أتعلم تانجو ، وهرقُص ، غصب عنى هرقص :')
..
أريد تجربة الحُب..
قلبى أنهكه السفر ، والترحال فى خيالى من قلب إلى آخر دون العيش فى أى واحد منهم ، أريد تذوق طعم الراحة والسكن فى قلب ما ، أريد ذلك الأمان الذى سُلِب منى رغماً عنى ..
أريد البوح والإعتراف بكل ما يشعر به قلبى لا بما يفكر فيه عقلى الذى لا يملك سوى توريطى فى مأساة جديدة ..
المشاعر تصدئ إن لم نبوح بها ، وأنا مشاعرى غلفّها الصدئ ولن يُُمحيه سوى ذلك الوصال الذى تبتهج له الروح والقلب ، والعقل أيضاً.
..
تذكّر أن الخوف هو عدوك الأول.

الاثنين، 11 يناير 2016

Infinity..

فى عقيدتى كنت أؤمن بالعلاقات طويلة الأمد ، والصداقات التى تستمر لسنوات ، وكانت أمنيتى أن نكون سوياً لمائة عام ، مائة عام من الرِفقة ، وليس العُزلة كما كانت سنوات ماركيز.
لكن يا عزيزي تمر الأيام لتثبت لنا كم كُنا حمقى حين إعتقدنا يوماً بدوام الحال كما هو ، وبدوام الصداقات للأبد ، وبقاء من بداخلنا دون تغيير .
كبرنا يا صديقي وعرفنا أخيراً أن كلمة "إلى الأبد" ما هي إلا وهم إخترعناه نحن وصدقناه، كي نُطمئن نفوسنا بضمان مؤقت ، طالت مدته أو قصرت فمصيره إلى زوال ..
كبرنا يا صديقي لنجد أحبتنا يرحلون واحداً تلو الآخر ، وأصدقائنا يتبدلون ، وأحلامنا تطير في سماء الواقع ، حتى واقعنا أصبح صورة لشئ لم نتخيله يوماً ..
الوقت يمر ..
ومصيرنا إلى زوال أيضاً ، لذلك إستمتع بما هو معك الآن ، ودع من يرحل يرحل ، ومن يريد البقاء فليبقى ..
فـ خطوط وجهك المتوازية تزيد في نظام وثبات ، وندوب قلبك خلقت غيمة رقيقة على عينك فلم تعد ترى الجمال ، وآثار يد الراحلين على كفك تزيد برودة أطرافك ..
لكن أرجوك ..
لا تجعل تلك اللمعة تختفي من روحك ، فهي كل ما تبقى لي ، ومازالت تهديني للطريق كلما ضللته.