"أرجوك لا تقترب أكثر ، فأنا يا صديقي مثل النار التي تلتهم كل شئ أمامها ، فلم يقترب مني شخص أملاً في إكمال ما تبقى لنا سوياً إلا وخرّبت كل شئ ، كل شئ حرفياً ..
أستطيع أن أكون صديقتك المُخلصة ، والوفية ، وكاتمة أسرارك إلى مالانهاية ، يمكنك أن تُخبرني عن حبيبتك التي تُخفيها عنهم ، وعن عينها التي تأخذك إلى العالم الموازي حيث كل شئ جميل ومُبهج وملئ بالألوان ، وعن شجاركما بالأمس ورغبتك الدفينة بمصالحتها لكن الكبرياء يمنعك ..
يمكنك أن تهاتفني في الثالثة صباحاً وسأجيبك دون عتاب أو ظن بأنك تحبني وتريد سماع صوتي ، لتحكي لي عن خجلها عندما إعترفت لها بحبك ، وسنخطط سوياً لحفلة عيد ميلادها والهدية الملائمة لها ، سأفعل كل هذا وأكثر لأنك صديقي .. فكلما كان ما بيننا يدور في نطاق الصداقة يسير كل شئ على ما يرام ..
لكن كلما تطور الأمر ولاحظت إهتمام أحدهم أشعر بأني يجب أن أهرب ، أختفي ، أتبخر ولا يتبقى لي أي اثر ..
لن أخفي عليك ذلك السر ، لكني لا أشعر بأني جديرة بالحُب ، تلك المسئولية التي تقع على كاهلي فأشعر بأني مُحاصرة ، وملتزمة بمبادلة ذلك الشعور ..
ماذا إن إستيقظنا في الصباح ووجد نفسه لا يحبني؟
ماذا إن تعلقنا ببعضنا وأصبحنا لا نفترق ثم حدث شئ فرّقنا؟
ماذا إن شعرت إن روحي تسير في الإتجاه الخاطئ وأردت الهروب فكسرت قلبه؟
ماذا إن كنا أشخاص خطأ في حياة أحدهم ، ظهرنا فقط في الوقت المناسب فأكملنا إحتياج وقتي وكان هذا كل ما في الأمر؟
أعرف كل إجاباتك ، لكن ذلك لا يمنع عقلي من التفكير في كل تلك الإحتمالات .. والخوف منها .. ولا أُخفي عليك ، عندي مخاوف تزيد على ماذكرتها أضعاف وأضعاف .. لكني أحاول عدم التفكير فيها حتى لا أختفي بداخل نفسي ولا أعود..
أريد حقاً إسناد رأسي على كتف شخص ما ، أعرف بأنه يحبني وأحبه أيضاً .. أريد إخباره عن تفاصيل يومي ، وعن حُزني في الصباح ، وإرهاق منتصف اليوم ، والحنين الذي يراودنا في المساء ..
أريد أن أشاركه أكلتي المُفضلة ، وشراء حذاء ملائم للمشي في شوارع القاهرة ..
أريد أن أخبره بكل شئ ، لكني أعرف بأني أحتاج مُعجزة كي أحكي ، وأن يقترب.
لا أريد أن أثقل عليك أكثر ..
أحلاماً سعيدة.
:)
الاثنين، 3 أكتوبر 2016
كل ما الحكي يطول أكثر .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)