" الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحركه "
أعتقد أني مثال حي لهذا القانون، ويمكن إثباته بسهولة إن عرفتني جيدًا
لا أتذكر آخر تغيير حدث في حياتي، أو متى بالتحديد آخر مرة حلمت بشئ وسعيت لتحقيقه..
حقيقة الأمر أنه لم يعد لدي أحلام، او خيالات أهرب لها من واقعي مثلما كنت أفعل.. لا أتذكر متى أصبحت ذلك الكائن الذي ينجو كل يوم ولا يدري كيف لم ينهار حتى الآن؟ ومتى ازداد عمري كل هذه السنين بدون فعل شئ أفتخر به واردده لكل من اعرف، بدلًا من ارهاقهم بحكايات عن كلبي الصغير الذي أصبح كل إنجازاتي في الحياة!
لا أقلل من أهميته، ولا تأثيره اللطيف الهين في حياتي، لكني اختفي..
اعترف أني هكذا من سنوات لا أذكرها، لكني كنت أعالج كل هذا وافتخر بتخطيه، ثم تدور الدائرة ثانية، لكن منذ خمس سنوات تقريبًا وأنا بلا إنجاز واحد.. كأن الدائرة انكسرت لكنى مازلت بداخلها لا أدور..
ساكنة لا أتحرك.. لم يتغير شئ في سوى إني ازداد كآبة وصمت.. بطريقة مخيفة..
لا احكي شئ لأحد.. سنة تقريبا ولا احد يعرف ما يدور بداخلي، سوى ما احكيه لهم فيصدقوه ويعتقدوا انهم يعرفوني.. وانا لست هذا الشخص.. ابدًا!
كنت أكثر حركة، وأستطيع النسيان بسهولة، وليس ذلك الشخص الذي شاهد فيلم ولم يستطع النوم لمدة أسبوع من وجع في قلبه، ليظن أنه يتوهم لكن حقيقه الأمر ليست كذلك..
يخيفني أني سأموت بحكاياتي، وأفكاري، وحديثي الذي كان لا ينقطع، واحلامي التي كانت بوسع الكون، وحُبي الذي يتجدد لهم بدون معرفة مصدره ابدًا او اسبابه..
أمى ترى أني كبرت ويجب أن أتزوج، ولأول مرة في حياتي أعارض هذه الفكرة، فأنا لطالما تمنيت ان يكون لي بيت انا والشخص الذي أحبه، ونتشارك بعضنا البعض فيه.. لكنى الآن أبكي من اي شئ وكل شئ، واتعلق بأي شخص يسألني عن حالي، لذا أصبحت ابتعد عنهم جميعًا لأن قلبي لن يتحمل أي فقد جديد..
انا لست بائسة، البؤس ليس الوصف الدقيق لما أمر به.. بل يائسة هو الوصف الأدق
انا يائسة من نفسي، ومن نظرات امى الحزينة، ومن اصدقائي كلهم، ومن سنين عمري التي اضعتها في حب من طرف واحد، ومن كل الأشخاص الذين دخلوا حياتي وخرجوا دون أسباب وجعلوني اشعر لسنوات عدة أني لست كافية، وأني لا استحق الحُب، وجعلوا ثقتي بنفسي التي كانت لا تتزعزع تنهار تمامًا..
انا لم يعد لدي اصدقاء.. بل لدي أصحاب، مجرد صحبة تنتهي بإنتهاء الحاجة وليس اكثر.. وهذا يزيد الألم أضعاف.
ليتني معك اخفف عنك هذا الألم
ردحذف