الاثنين، 12 أكتوبر 2015

كأنك بالحزن صورة يوسف

ان مت قبلى أوصيك بالمستحيل .
- محمود درويش .

درويش لما كتب السطرين دول كان المستحيل اللى يقصده هو "النسيان" ..
أصعب وصية مُمكن توصيّها لحد قريب منك جداًً ، هى إنه يكمل حياته من بعدك ..
ويتعامل مع كل الأحداث كأنك موجود ، كأنك ماغيبتش ، كأن اللى بينكوا لسة بيتكرر وماراحش فى خانة الذكريات والمستحيل نرجعه تانى .
موت القريبين بينهش فى الروح ، وبيخلى أرواحنا مشوشة ، لا هى عارفة ترجع زى الأول ولا عارفة تكمل ولا حتى عارفة تركز فى اللى بيحصل حالاً !
الماضى والمستقبل بيتحولوا لضباب ، باهت ، مالوش ملامح .. والحاضر نسخة أبشع منهم .
بناكل وبنشرب وبنضحك وبنعيش كل يوم عادى جداً ، بس الغيمة اللى فى القلب بتفضل فى القلب ، مابتغيرهاش الظروف ولا الناس اللى حوالينا .
حتى الناس اللى حواليك نظرتك ليهم بتختلف ، يا بيزيدوا قُرب ، يا بيبعدوا للأبد .
والموضوع مالوش علاقة بقربك من ربنا ، ولا درجة إيمانك ، سيدنا يعقوب عينه أبيضت من الحزن على فُراق يوسف ، إيمانه ماوقِفش قدام الُحزن اللى جواه ولا منع الدموع من عينه .
فأرجوكم .. أما تلاقى حد حالته كدة خلى نصايحك لنفسك ، مش عايزينها ، ولا عايزين نسمعها ، ولا طلبناها أصلاً .
درجة القُرب من ربنا ماتخصش حد ، ولا ليها دخل من الأساس .
ربنا هو اللى بيخلينا نكمل ، ونستحمل ، عشان مانموتش من الزعل ، وربنا يكفينا شر موت الروح جوة جسد عايش .

هناك تعليق واحد: