السبت، 22 أغسطس 2020

للتوثيق..
باباها في المسلسل قالها اكتر حاجة قشعرتني في حياتي.. :

“I think you know how to love better than any of us. That’s why you find it all so painful.”
- Fleabag, S02 E06

الثلاثاء، 28 يوليو 2020

مش ‏فيزيا

يقول نيوتن في قانونه الثالث:
" الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحركه "
أعتقد أني مثال حي لهذا القانون، ويمكن إثباته بسهولة إن عرفتني جيدًا
لا أتذكر آخر تغيير حدث في حياتي، أو متى بالتحديد آخر مرة حلمت بشئ وسعيت لتحقيقه.. 
حقيقة الأمر أنه لم يعد لدي أحلام، او خيالات أهرب لها من واقعي مثلما كنت أفعل.. لا أتذكر متى أصبحت ذلك الكائن الذي ينجو كل يوم ولا يدري كيف لم ينهار حتى الآن؟ ومتى ازداد عمري كل هذه السنين بدون فعل شئ أفتخر به واردده لكل من اعرف، بدلًا من ارهاقهم بحكايات عن كلبي الصغير الذي أصبح كل إنجازاتي في الحياة!
لا أقلل من أهميته، ولا تأثيره اللطيف الهين في حياتي، لكني اختفي.. 
اعترف أني هكذا من سنوات لا أذكرها، لكني كنت أعالج كل هذا وافتخر بتخطيه، ثم تدور الدائرة ثانية، لكن منذ خمس سنوات تقريبًا وأنا بلا إنجاز واحد.. كأن الدائرة انكسرت لكنى مازلت بداخلها لا أدور..
ساكنة لا أتحرك.. لم يتغير شئ في سوى إني ازداد كآبة وصمت.. بطريقة مخيفة.. 
لا احكي شئ لأحد.. سنة تقريبا ولا احد يعرف ما يدور بداخلي، سوى ما احكيه لهم فيصدقوه ويعتقدوا انهم يعرفوني.. وانا لست هذا الشخص.. ابدًا!
كنت أكثر حركة، وأستطيع النسيان بسهولة، وليس ذلك الشخص الذي شاهد فيلم ولم يستطع النوم لمدة أسبوع من وجع في قلبه، ليظن أنه يتوهم لكن حقيقه الأمر ليست كذلك..

يخيفني أني سأموت بحكاياتي، وأفكاري، وحديثي الذي كان لا ينقطع، واحلامي التي كانت بوسع الكون، وحُبي الذي يتجدد لهم بدون معرفة مصدره ابدًا او اسبابه..
أمى ترى أني كبرت ويجب أن أتزوج، ولأول مرة في حياتي أعارض هذه الفكرة، فأنا لطالما تمنيت ان يكون لي بيت انا والشخص الذي أحبه، ونتشارك بعضنا البعض فيه.. لكنى الآن أبكي من اي شئ وكل شئ، واتعلق بأي شخص يسألني عن حالي، لذا أصبحت ابتعد عنهم جميعًا لأن قلبي لن يتحمل أي فقد جديد.. 
انا لست بائسة، البؤس ليس الوصف الدقيق لما أمر به.. بل يائسة هو الوصف الأدق
انا يائسة من نفسي، ومن نظرات امى الحزينة، ومن اصدقائي كلهم، ومن سنين عمري التي اضعتها في حب من طرف واحد، ومن كل الأشخاص الذين دخلوا حياتي وخرجوا دون أسباب وجعلوني اشعر لسنوات عدة أني لست كافية، وأني لا استحق الحُب، وجعلوا ثقتي بنفسي التي كانت لا تتزعزع تنهار تمامًا..
انا لم يعد لدي اصدقاء.. بل لدي أصحاب، مجرد صحبة تنتهي بإنتهاء الحاجة وليس اكثر.. وهذا يزيد الألم أضعاف.

الأحد، 12 يوليو 2020

I'm lost..

انا غريبة، وازداد غرابة مع الوقت.. 
ازهد اشياء تمنيتها، وأبكي على اشياء أتمنى الحصول عليها لكن أقول لنفسي أني لا استطيع، وأريد المشي حافية القدمين في الشارع، لكني اريد ان أكون خفية فلا يراني أحد، اريد تقبيل شفتيه كل مرة لكني اشيح وجهي بعيداً عندما ينظر لي، وأريد النوم بداخل عناق مُحكم لكنىدي أبعد كل من يقترب، أريد السفر لكن لا أريد النهوض من الفراش، وأريد الذهاب للعمل لكني لا اريد سماع اي جملة عن وزني الذي ازداد اضعاف بسبب عدم الحركة، واريد البكاء.. 
أشعر ان عمري تخطى الأربعون، وأحمل فوق كاهلي هموم العالم، لكني أبكي عندما يعانقني اصدقائي، وأبتسم عندما أشعر بالحب، واتحمس لاي فكرة جديدة.. انا فقط بائسة للحب.. وجائعة للإهتمام.. و أتضور جوعاً للسؤال عن حالي ويومي الذي مضي.. 
واحيانا أريد الموت لعدم قدرتي على الحكي عن أي من هذا.. 

الأربعاء، 8 يوليو 2020

خوف..‏

على وتيرة Your comfort zone will kill you، أسير..
وجدتني اليوم أتمنى الرجوع عشر سنوات للوراء، ربما أكثر، حيث كانت أكبر مشاكلي الثانوية العامة، وكوابيس الرسوب، واختبار الفيزياء الذي لا أنجح فيه ابدًا، ونسياني للآلة الحاسبة، ونومي وعدم حضوري الإمتحان.. 
مشاكل تبدو لي الآن تافهة وأستطيع حلها في غمضة عين، لكن حينها كنت أصاب بنوبات هلع تكاد توقف أنفاسي عند التفكير فيها..
***
كنت أهرب من مشاكلي بالنوم، كانت لدي القدرة على النوم نصف اليوم تقريبا، او الاستيقاظ عدة أيام لأدرس، كنت اتحكم بيومي، وبمواعيدي، الآن أعاني من مشاكل في النوم، لا استطيع النوم لمدة ساعتين متواصلين، وان استيقظت أشعر أني أريد البدء من جديد وما أن اغفو يراودني كابوس أرغب بشدة في انتهاءه فأفتح عيني لأجد عنقي يؤلمني بسبب نومي المفاجئ في اي مكان، لمدة نصف ساعة.. نصف ساعة هربت من ألف وحش، وركضت كما لم أركض من قبل، وحاربت كل مخاوفي وأفكاري السيئة التي تأكل عقلي وتتركني لنفسي كل ليلة لأكرر كل هذا..
***
لا احب بيتنا الجديد، ولا اكرهه، أشعر أنه مرحلة انتقالية بين ماضي وذكريات كثيرة امتلئت بها، ومستقبل مجهول لا اريد الذهاب إليه، إنتقلنا هنا منذ قرابة عام، لا أذكر يوم واحد أني نمت وقلبي سعيد، او أردت الليل أن يمر كي يأتي اليوم الجديد وأنا متحمسة لشئ.. 
تغيرت مفاهيمي عن الحب، والصداقة، والمصلحة، والمرض، والعِشرة، وكل شئ، أعرف جيدًا ما ينقصني، لكني لا استطيع فعل اي شئ تجاه ذلك، يقولون انه يجب ان أحب نفسي اولًا كي يحبني الآخرون، لكني عشت وأنا أعتقد أني أنانية، أرددها لنفسي، إلى أن اكتشفت فجأة إني لم أعرف كيف احب نفسي قط!
فضّلت الجميع، واعطيتهم حبي، واهتمامي، ووقتي، وسؤالي، ودموعي إن شعروا بحزن، ومواساتي حتى يكونوا بخير، وحماسي وفرحاي عند نجاحهم، أعطيت كل من عرفت جزء مني، ورحلوا كل منهم في طريق وتركوني خاوية!
أخذوا مواساتي ورمموا أنفسهم وتركوني لنفسي، وحُزني الذي لا يفارقني منذ سنوات، وأصبح كالحِمل على كاهلي.. 
***
أنا إنسانة سيئة، أعلم هذا جيداً، لكني لم اختر أن أضيع عمري بأكمله في حب شخص لا يدري بوجودي حتى، وان يعلم بوجودي بعد فوات الأوان، أو أن أحضر زفافه وانا أرتدي تلك للإبتسامة المزيفة حتى لا يشعر أحد بشئ، ولم أقصد أن اخذل كل من خذلتهم، ولا ان أفتح قلبي لأول شخص حاول التقرب مني بعد محاولات عدة من ألا افعل، لكني فعلت.. وفتحت له قلبي فرحل مثل الجميع، لأن البشر لا يحبون الضعفاء، ولا يستلطفونهم، ويشعرون أنهم عبء عليهم، وانا كنت ضعيفة وهشة.. ومازلت!
مثل ورق الشجر في الخريف، ولا يوجد لدي حل لذلك! 
***
لا أريد السفر لتلك الدولة، ولا البدء من جديد كما تقول أمي، فأنا إن فعلت وأصبحت وحدي سأنتحر، سأترك نفسي لأول موجة غضب تراودني وسأقف بحرية أمام اول سيارة تقابلني، ولن يعلم أحد بما حدث، سأُمحى من ذاكرتهم، وينسوني، كما كنت بينهم، وهذا شئ يجعلني أرغب في الإختفاء كل يوم عن اليوم الذي قبله..
كل ما أردته ان يحبني أحدهم، وألا يموت أبي، وألا تمل مني أمي، وأن يكون بجانبي صديقتي المفضلة، لكني لا أملك أي من هذا.. فقط أفكاري السوداء.. 

السبت، 16 مايو 2020

غضب..

انتابتني اليوم نوبة غضب أثناء عملي بالمنزل، كدت رمي هاتفي في الجدار المقابل لكني ألقيت به جانبي، ووضعت يدي على فمي وصرخت..
شعرت بنغزة في قلبي، وكأن قدمي شُلَت عن الحركة، لكني نهضت حتى لا أُجن.. ظللت امشي بداخل غرفتي، وان أتحدث لنفسي وأبكي.. 
كان باب الغرفة مغلقاً لكنهم بالخارج كانوا يسمعون ما يحدث.. لم يدخل أحد منهم ليطمئن ماذا يحدث.. لم يدخل أحد منهم ليرى ماذا بي.. ظللت أبكي ويدي على وجهي كأني لم أبكي ابدًا.. كنت أتمنى ان يحضنني أحدهم، تمنيت لو أُدفَن بداخل عناق مُحكم لكني لم أجد احد.. 
جلست على الأرض وهدأت ثم قمت بترتيب سريري، ووضعت هاتفي بجانب اللاب توب، وخرجت من الغرفة كأن شيئًا لم يحدث.. كأن قلبي لم يُنقل من مكانه من شدة الحزن، وكأن ذلك الخراب بداخلي ليس له وجود، وكأني لم أبكي قط.. 
انا حزينة يا الله.. ولا يوجد لدي اي شخص أخبره بأني حزينة..