"اهرب من نوبات الهلع كما يهرب الليل من النهار، تراودني في كل الأوقات، وخاصة أمام الناس، تعدو ورائي مثل الصياد وراء فريسته، وأنا أقاوم بكل ما املك من قوة، لكن تخور قواي واستسلم كل مرة في آخر لحظة..
كل ما أفعله وقتها هو التنفس في ثبات والإتكاء على اقرب حائط، او التمسك بالكرسي مُدعية الكسل والنوم، وانا في الحقيقة أحاول النوم بشتى الطرق ولا أستطيع..
أحاول النوم كل ليلة، متجاهلة إحساسي بعدم الأمان، ومتجاهلة ظهري المكشوف دائماً والرغبة في إسناده على شئ ما، وخوفي الدائم من تكرار كل هذا في الصباح، وهل سأصمد اليوم مثل الأمس، ام اليوم هو اليوم المنشود للإنهيار.. فكرت في الكتابة مرة أخرى كما السابق، لكن الكتابة كما تزيل عن كاهلنا عبء البوح، فتزيد عبء التفسير لمن يقرأ وأنا لم اعد أرغب بتفسير اي شئ..
لا أتذكر شعوري بالأمان منذ رحيل أبي، ذلك العجوز الذي كان يخطف قلبي بلمسة يده، ودفئها في منتصف الشتاء، وابتسامته الهادئة دائماً، وعصبيته التي تنهار أمامها كل شئ، وصوت مفتاحه الذي كان يعني العالم بأكمله.. كيف لم ينهار العالم برحيله؟ وكيف تجاوزت فقدانه خمس سنوات بأكملهم؟
وكيف انهارت كل الحوائط التي كنت أشيدها واحتمي بداخلها بوجوده مع آخر نفس له في الدنيا؟
***
أعترف أني أصبحت ضعيفة ولا اخجل من إظهار ذلك، لكني ضعيفة لأني أريد إظهار ذلك الجانب لهم، وليس قوة منهم، او اي شئ آخر..
***
أريد حقاً إسناد رأسي على كتف شخص ما، أعرف بأنه يحبني وأحبه أيضاً..
احتفظ بداخل رأسي بكل الأشياء التي اريد اخباره بها ومشاركتها إياه،
أريد إخباره عن تفاصيل يومي، وعن حُزني في الصباح، وإرهاق منتصف اليوم، والحنين الذي يراودنا في المساء..
أريد أن أشاركه أكلتي المُفضلة، وشراء حذاء ملائم للمشي في شوارع القاهرة..
أريد أن أخبره بكل شئ، لكني أعرف بأني أحتاج مُعجزة كي أحكي، أو أن يقترب أحدهم.
***
6.7.2019
3:03 am
السبت، 6 يوليو 2019
Thoughts
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)