الاثنين، 1 أبريل 2013

11 / 3 / 2013 .

لا أعلم ما هـو السبب الذى يجعل أى انسـان مهما كانـت ظروفه , أن يتجـرد من انسـانيتـه ويتـرك طفله فى الطريـق ليواجـه المـوت وحـده !!
ألا يدرى أن الله شاهـد على ما فعـل ؟!
الا يوجد بـداخـل قلبـه "إن كـان يمتلك واحـدا " اى رحمة على ذلك المخـلوق الضعيـف الذى لا حـول له ولا قـوة ؟!
ليـس له ذنب إلا أن ابـواه لا يمتلكـان أى مشاعـر بداخلهـم !
لم اكن اعلـم عندمـا كنت طفلـة معنـى كلمـة "يتيم" , لم اقابـل احد منهـم ولم اتعامـل معهم ,
إلى ان ذهبـت ذات مرة إلى احد دور الايتـام . .
لم أعرف وقتهـا كيف اتصـرف , لا ادرى ماذا اصابنـى وقتهـا ؟؟
شعــــــرت بالعجـــــــز .

اعتقد كنا فى يوم عيـد , لكنـى لم ألعب معهم ولم يخاطب لسانـى احد منهم ,
فقط اكتفيـت بالنظر اليهـم وتحريـك رأسى بالموافقـة على اى شئ يقولونه ,
لم انم فى ذلك اليـوم , ولم اقتـرب من امـى فى ذلك اليـوم ايضا 
ظللت مستيقظـة دون ان اعرف السبب .
ذهبت لنفـس الدار عدة مرات وفى كل مـرة لم تتغيـر معاملتـى لهم , مثل اول مرة تماما 
لا ألعب , لا أتحرك , لا أتكلم , فقط اكتفـى بإيماء رأسى اشارة لـ "نعم" او "لا " !
وابتسـم .
عقلـى فى كل مـرة لا يستوعـب الفكـرة , فكرة النـوم و امى ليسـت بالغرفـة المجاورة !
هل يهتـم لأمرهم احد ؟! هل يشعـرون بالدفء ؟! هل يستيقظوا طوال الليل وهو يفكروا بأمهم التى لم يروهـا ؟!
حاولـت التفكيـر مثلهم وفشلت !
أعلم ان الله لا ينسى عبـاده , وان الله أخذ منهم حنـان والدتهم ودفء والدهـم و سيعوضهـم بما هو افضل منهم ,
وإن لم يكن , فسيعوضهـم فى الآخرة , وربمـا يلتقيهم لا أدرى ...
أعتـرف انى حزنت كثيـرا على هؤلاء الاولاد لكن من اكثر بؤسا منهم هم من لا يمتلكون حتى دار للأيتـام تأويهم !!
يسكنـون الشوارع ومصيـرهم لا يعلمه إلا الله ...
ما دفعنـى لكتابـة كل هذا وتحويلـه لأعتراف على ورق , هو ذلك الطفل !
لم يتجاوز العاشـرة بعـد , لكنك عندمـا تتحدث معه تشعـر وكأنك امام رجل كبيـر !
لا يتحدث إلا وكـان واثق من حديثـه , لا يقسـم بالله على شئ لا يستطيـع فعله ...
لا يعطـى وعـد إلا وكان متأكد من إنه سيفى به , ولن يخلف وعده ...
تمنيـت لو كـان أخى , أو يا ليتـه كان احد ابنائى !!
عينـاه تضحك عندما يتكلم , أحببته من كل قلبـى , ذكرنى بشخص كنت اعرفـه قديمـا اسمه " أنا " !
متميـز عن بقيـة الاولاد , ويشبهنـى كثيـرا عندما كنت طفلة 
"لا يشبـه الشخص الذى أنا عليه الآن " ...
دعـوت له كثيـرا أن يوفقه الله ويذهب به لبـر أمان "مثلما تقول أمى " ويكون من انجح النـاس واحسنهم خلقـا ! :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق