الأربعاء، 2 أكتوبر 2013


"جـوة قلب كل واحد وجع ساكت .. بيزيد لما نفتكـر دة اذا كنا اصلاً ناسيين ! "
انتبهـت للى هى بتقوله .. وبصيتلها بإهتمـام ..
كملـت وهى باصـة فى الأرض .. قالت :
بصـى .. انا هحكيلك على حاجـة حاسة انى مش هعرف اخبيهـا اكتر من كده ! .. كل ما بفتكر بتخنـق .. ومحدش بيبقى عارف مالى .. كل واحد بيحـلل سُكاتـى على مزاجُه !
اللى يقولك دى حبت واحد وسابهـا .. واللى يقول دى كان مشيها بطال بس اهلها كسروا شوكتهـا ..
بسمعهـم وبضحك !
اصل عمرى ما صاحبت ولد .. حتى فى المدرسة والجامعة معرفتش ولد ..عشان كده تحليلاتهم بتضحكنى على خيالهم الواسـع .. او المريض !
الموضوع حصل من 4 سنين .. كان عندى تمريـن بعد المدرسة .. ماما فضلت تقنعنـى عشان مانزلش .. بس انا كنت عايزة اتمـرن .. البطـولة كانت بعد اسبـوع .. والكابتن معتمد عليـا ..
عندّت معاها وفعلاً نزلت .. بس اشترطت عليا انى آخُد اختى الصغيـرة معايا .. وافقت !
رغم انى بروح التمرين كل مرة لوحدى .
روحـت .. واتمرنـت .. بس كنا فى الشتـا وكنت هموت من الجـوع و الفلـوس اللى معايـا كانت يادوب تكفى المواصلات .. بس الجوع خلانـى مستعدة اروّح مشى بس آكُل !
اشترينـا سندويتشين من الكافيتريا وأكلنا واحنـا ماشيين .. صبرنـا نفسنـا بـ لقمة فى التلج دة ..
خرجنـا من النادى لقينـا اتوبيس نقل عام هيودينـا لحد البيت .. وبالظبـط على قد الفكـة اللى اتبقت ..
فرحت انا واختـى وركبنـا .. الطريق كـان زحمـة .. السواق اتخنـق .. و اول ما وصل عند شارع هيختصرله الطريق لقينـاه قال اللى خوفت منه ..
"بصـوا يا حضرات طريق الكورنيش زحمـة و مش هيسلَك انهارده .. اللى عايز ينزل يتفضل ! "
بقينـا بين نارين .. ننزل فى المكان ده واحنا منغير ولا مليم او نكمل معاه و نروح
فى مكان مانعرفوش !
استنينـا حد يقوله ان ده مش طريقه .. بس محدش اتكلم وكل الرُكاب وافقـوا .. فـ نزلنـا !
المكان اللى نزلنا فيه كان عبارة عن ورش ميكانيكا مقفولة ومليانة شباب شكلهم غريب .. والصف التانى كلاب !
ولو لمحتـى نور تبقى محظوظة ..
بصيت لأختى وعملت شجاعـة ومسكت ايدهـا و مشينـا .. بس المكان بقى هادى فجأة .. والشباب اختفوا !
و معرفش لحسن الحظ او سوءه مفيش ولا عربيـة بتعدى تعمل حس للشـارع !
طلع من ورانـا موتوسيكـل وكان ماشى بسـرعة .. لما صوته قرّب لقيت اختـى صوتت والشباب ظهروا و حرفياً كانوا هيموتوا من الضحك !
ساعتها عرفت انهم اتحرشوا بيهـا !
حسيـت ان عقلى وقف .. بديهياً مسكت اختى بسرعة و فضلت محاوطة عليها وبقينـا نمد كأن ورانا وحش وهياكُلنـا !
اخـى بتعيط .. والنور لسة عليه كتيـر .. المحلات بعيده وشارعنـا مش باين ..
حسيت كأنى مشلولة بس دبت فيا الروح فجأة وبأقصى سرعة عندنا بقينـا نمشى ..
الموتوسيكل لف والمرة دى اتحرش بيا انا !
كنـا بعدنـا عن الشباب اللى واقفين .. بس صوت ضحكهم عمال يعلى .. صوتهم فى ودانى لحد دلوقتـى !
المحلات قربت والنور ظهـر بعد دقايق ..
الناس وشوشها باين عليها ان محدش شاف ولا سمع حاجه عشان ينجدنـا !
طلعنـا البيت وأحنا باين علينا اننا مش طبيعيين ..
ماما سألت مالكوا .. وكأنها داست على جرح مكتـوم ..
انفجرنـا فى العياط .. اخدتنـا فى حضنهـا وفضلت تعيط جنبنا وتدعـى على اللى عملوا كده !
بابا جه وماما حكتله .. سكـت !
بص فى الاكل اللى قدامه وقال :
"ما هـو لو كنتوا سمعتـو الكلام ومانزلتـوش مكانش حصل كده ! .. ما هو لو عندى ابن مكانش ده حصلكـوا ! "

تخيلـى ! .. كل اللى شغل باله اننا ماسمعناش الكلام وان ربنـا رزقه بـ بنتين بس !
كمل صدمتـى بجملـة عمرى ما هنساها ..
"انتوا اللى جبتوه لنفسكوا .. انتوا اللى بتحبوا كده ! "

مش هحكيلك عن وجعـى .. بس هسيبك تتخيلى كسرة قلبـى من كلام ابويـا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق