السبت، 5 أبريل 2014

كان دايماً عايز يتجـوز !
وعشان يسكتـوه .. كانوا بيوعدوه إن الفرح فى العيـد .. !
كانت تسمع ذلك الوعد و تتعجب .. فهى تسمعهم يقولوا هذا منذ سنوات فكانت تنتظر هذا العيـد الذى سترتدى فيه الفستـان الجديد الذى سيتشتريه امها من اجل فرح " خالو عمرو " !
لكن كان واضحاً ان هذا العيد لن يأتى .. او بمعنـى آخر هذا الفرح لن يحدُث !

منذ ان كانت صغيرة كانت تتعجب من شكل خالها .. فهى تسميه "خالو اللى شكله غريب" ..
سألت امها ذات يوم عن سبب اختلاف شكله .. فـ كانت الاجابة " ربنا خلقه كدة !! "
لم تقنعها الاجابة .. فـ كيف يخلق الله بشراً بهذا الشكل .. فـ هو ايضاً لا ينطق الكلمات بشكل سليم
ويتلعثم فى كل الحروف .. حتى انه لا بستطيع نُطق اسمه بشكل صحيح !
سألت امها ثانية " هو خالو عنده كام سنـة ؟! " .. وكان الرد " يناير الجاى هيتم 47 سنـة .. "
كانت الاجابة غير مقنعة للمرة الثانية .. كيف لشخص بهذا العُمر ان يكون بهذا العقل ؟!
فهو لا يفهم ما يُقال .. ولا يستطيع كتابة اسمه و لا حتى نُطقه .. وكلما قالوا له ان فرحه فى العيد كان يصدقهم !!
إلى ان جاء اليـوم ومرضت جدتها .. ذهبت مع امها لمنزل جدتها المريضة وظلوا اسبوع كامل معها
كان الاسبوع بمثابة فرصة لمراقبة تصرفات خالها الغريبة و معرفة تفسيرها
كانت تنظر له كأنها تفحصه .. وكلما نظر اليها احدهم تشيح بصرها عنـه ..
إلى ان جاء موعد رحيلهم .. ذهبت امها لـ تشترى اشياء وتركتها مع جدتها نائمة
ظلت تشاهد التلفاز إلى ان سمعت احدهم ينادى اسمها بحروف غريبـة عرفت منها انه خالها
ذهبت لترى ما به .. فـ سحبها من يدها مُحاولاً التعدى على جسدها الصغير .. حاولت الصراخ فكتم فمها بأصابعه الكبيـرة .. نادت على امها لكنها لم تكن موجودة .. وجدتها لم يوقظها صراخها !
استطاعت التملص منه اخيراً وهى مُبعثرة الشعر والملابس ..
جرت نحو الحمام ولا تعرف ماذا تقول ؟! هلى تُخبِر والدتها ؟! قررت انها لن تفعل ..
ربما لن تصدقها .. وربما اذا صدقتها سيتحول حب امها الغريب لخالها إلى كُره ..
حملت هذا السـر معها طيلة حياتها مُحاولة عدم تذكره ..
إلى ان شرح لها مُدرس الاحياء ان الاشخاص الذين يُشبهوا خالها هم اصحاب متلازمة داون .. وانه كان مريض !
فقط كروموسوم زائد هو ما سبب له تلك الحالة الغريبة ..
مر بضع سنوات و مات خالها ولم تحضر عزاؤه ..
مات خالها و هى الآن تعلم سره  .. مات و كلما رأت فستان فى اى فاترينة تتذكر فرح خالها الذى لم يحدُث .. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق