الثلاثاء، 17 مارس 2015

النور مكانه فى القلوب .. تيرارارا

دايما كانوا بيقولولنا ان الناس اللى ربنا بيحجب عنهم حاسة من حواسهم بيقوى الحواس الباقية ..
يعنى الأصم حاسة اللمس اوالشم عنده أقوى من الشخص اللى بيسمع ..
واللى مش بيتكلم حاسة البصر واللمس أقوى من الشخص اللى بيتكلم ..
لكن الكفيف طول عمرى بحس ان كل حواسه أقوى من كل البنى آدمين اللى ربنا رزقهم عيون يشوفوا بيها ..
***
لطالما كنت طفلة مريضة .. أغيب كثيرا عن المدرسة وأفوت دروس اكثر ..
اصدقاء طفولتى كانوا ادوية وعانقوا مرضى اكثر مما عانقنى اصدقائى فى حياتى ..
لا استطيع النوم إلا بعد اخذ الدواء الفلانى .. ولا استطيع استقبال الفصول الأربعة إلا بوعكة صحية تسلبنى قواى فأصبح طريحة الفراش ..
الربيع يأتى ببهجته على الجميع وبألوانه التى تبدل حال الأرض وانا دائما ما يستقبلنى الربيع ويأتى فى يده حساسية الصدر التى ورثتها عن ابى فتصيبنى كل الروائح التى تمر بجانبى بضيق نفس يقرب للأختناق ..
احببت المرض وصادقته ظنا منى انه ما يجلب تعاطف امى وخوفها الدائم على صحتى من ذرات الهواء التى تبعثر شعرى ..
احببت المرض لكنى لم احب فكرة ان اصبح كفيفة !
***
هات قماشة واربط عينيك واطفى كل الأنوار ..
جرب تعيش العمى لفترة قصيرة
اختبر بقية حواسك اللى هتحركك بدل عينيك ..
استمتع بلمس الحاجات اللى بتحبها .. ملمس التيشيرت اللى بتحبه .. سريرك .. ايد مامتك .. وشك اللى اتعودت على ملامحه لكن لو غمضت عينيك وحاولت تفتكره مش هتعرف !

جرب تاكل اكلتك المفضلة منغير ما تشوفها .. سيب لسانك يقولك شكلها ايه !
اختبر مكوناتها وارسمهم بخيالك .. سيب عقلك يستمتع بيها وينشر فى جسمك هرمون السعادة اللى هيخليك تنسى عينك المغمضة ..

خليهم يتكلموا وحس صوتهم بيكذب ولا قاصد اللى بيقوله .. الحنين اللى فى صوتهم دة بعت لقلبك حضن منغير ما تتقابلوا ولا بيداروا بيه غيابهم اللى مالوش اسباب ؟!
عرفت ترسم ملامحهم من الهمس اللى ييقولوه فى ودنك ولا كل اللى شوفته خيال ابيض واسود ؟!
الزعيق اللى بتسمعه دة وراه خوف ولا كلام مكسوف يتقال فبيتدارى ورا نبرة صوت عالية وبتهاجمك ؟!

صحى احساس اللمس فى اطراف ايديك واعرف السلام دة عايز يشدك من ايديك وياخدك لأبعد مكان عالأرض ولا عايز يحدفك فى علبة ويقفل عليك عشان تختفى من حياته ؟!
قلبك لو من اللى ربنا قال عليهم " إلا من أتى الله بقلب سليم "
فأكيد هيقولك الحقيقة ..
الكفيف بيشوف بقلبه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق