الأربعاء، 8 يوليو 2020

خوف..‏

على وتيرة Your comfort zone will kill you، أسير..
وجدتني اليوم أتمنى الرجوع عشر سنوات للوراء، ربما أكثر، حيث كانت أكبر مشاكلي الثانوية العامة، وكوابيس الرسوب، واختبار الفيزياء الذي لا أنجح فيه ابدًا، ونسياني للآلة الحاسبة، ونومي وعدم حضوري الإمتحان.. 
مشاكل تبدو لي الآن تافهة وأستطيع حلها في غمضة عين، لكن حينها كنت أصاب بنوبات هلع تكاد توقف أنفاسي عند التفكير فيها..
***
كنت أهرب من مشاكلي بالنوم، كانت لدي القدرة على النوم نصف اليوم تقريبا، او الاستيقاظ عدة أيام لأدرس، كنت اتحكم بيومي، وبمواعيدي، الآن أعاني من مشاكل في النوم، لا استطيع النوم لمدة ساعتين متواصلين، وان استيقظت أشعر أني أريد البدء من جديد وما أن اغفو يراودني كابوس أرغب بشدة في انتهاءه فأفتح عيني لأجد عنقي يؤلمني بسبب نومي المفاجئ في اي مكان، لمدة نصف ساعة.. نصف ساعة هربت من ألف وحش، وركضت كما لم أركض من قبل، وحاربت كل مخاوفي وأفكاري السيئة التي تأكل عقلي وتتركني لنفسي كل ليلة لأكرر كل هذا..
***
لا احب بيتنا الجديد، ولا اكرهه، أشعر أنه مرحلة انتقالية بين ماضي وذكريات كثيرة امتلئت بها، ومستقبل مجهول لا اريد الذهاب إليه، إنتقلنا هنا منذ قرابة عام، لا أذكر يوم واحد أني نمت وقلبي سعيد، او أردت الليل أن يمر كي يأتي اليوم الجديد وأنا متحمسة لشئ.. 
تغيرت مفاهيمي عن الحب، والصداقة، والمصلحة، والمرض، والعِشرة، وكل شئ، أعرف جيدًا ما ينقصني، لكني لا استطيع فعل اي شئ تجاه ذلك، يقولون انه يجب ان أحب نفسي اولًا كي يحبني الآخرون، لكني عشت وأنا أعتقد أني أنانية، أرددها لنفسي، إلى أن اكتشفت فجأة إني لم أعرف كيف احب نفسي قط!
فضّلت الجميع، واعطيتهم حبي، واهتمامي، ووقتي، وسؤالي، ودموعي إن شعروا بحزن، ومواساتي حتى يكونوا بخير، وحماسي وفرحاي عند نجاحهم، أعطيت كل من عرفت جزء مني، ورحلوا كل منهم في طريق وتركوني خاوية!
أخذوا مواساتي ورمموا أنفسهم وتركوني لنفسي، وحُزني الذي لا يفارقني منذ سنوات، وأصبح كالحِمل على كاهلي.. 
***
أنا إنسانة سيئة، أعلم هذا جيداً، لكني لم اختر أن أضيع عمري بأكمله في حب شخص لا يدري بوجودي حتى، وان يعلم بوجودي بعد فوات الأوان، أو أن أحضر زفافه وانا أرتدي تلك للإبتسامة المزيفة حتى لا يشعر أحد بشئ، ولم أقصد أن اخذل كل من خذلتهم، ولا ان أفتح قلبي لأول شخص حاول التقرب مني بعد محاولات عدة من ألا افعل، لكني فعلت.. وفتحت له قلبي فرحل مثل الجميع، لأن البشر لا يحبون الضعفاء، ولا يستلطفونهم، ويشعرون أنهم عبء عليهم، وانا كنت ضعيفة وهشة.. ومازلت!
مثل ورق الشجر في الخريف، ولا يوجد لدي حل لذلك! 
***
لا أريد السفر لتلك الدولة، ولا البدء من جديد كما تقول أمي، فأنا إن فعلت وأصبحت وحدي سأنتحر، سأترك نفسي لأول موجة غضب تراودني وسأقف بحرية أمام اول سيارة تقابلني، ولن يعلم أحد بما حدث، سأُمحى من ذاكرتهم، وينسوني، كما كنت بينهم، وهذا شئ يجعلني أرغب في الإختفاء كل يوم عن اليوم الذي قبله..
كل ما أردته ان يحبني أحدهم، وألا يموت أبي، وألا تمل مني أمي، وأن يكون بجانبي صديقتي المفضلة، لكني لا أملك أي من هذا.. فقط أفكاري السوداء.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق