الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

" مباحبش شكل البيوت اما بيعزّل صحابها .. "

لحد 5 سنين فاتوا كانت اجمل بلكونة فى الشارع ..
كنت بحب صوت الضحك اللى طالع منها كل يوم جمعة وقت تجمع العيلة كلها .
كانوا عيلتى التانية !
كان جرس الباب عندنا بيرن لو حد فينا برة , غير كدة لأ ! :")
فـ لما كنت احب اتونس بحد , ادخل البلكونة واضحك على صوتهم واحس انهم معايا .
الشمس كانت دايماً عارفة طريقها جوة البيت , نورها كان حافظ تفاصيل الحيطان كأنهم لوحة مرسومة .
صوت الضحك و الكلام , الشمس والهوا , الفل اللى كانوا بيزرعوه كان مالى الشارع بهجة وحب , كلها تفاصيل معّشقة فى قلب البيت .
كنت بحب عيد ميلادى عشان بروحلهم واوديلهم طبق الرز باللبن ," الندر " اللى امى ندرته اما اتولدت عيانة .. كنت بختار احلى طبق و أوديه انا عشان اقعد معاهم شوية وعم احمد يحكيلى حكاياته اللى مابسمعهاش غير منه , هو بس !

" كنت عارفة انى بحلم .. عشان فى الحقيقة مفيش حد بيمشى على خشبة رفيعة لحد السما و بيشاورلى ويقولى سلام ! "

ايوة فعلاً دة حلم !
عم احمد مات ..
مراته حاولت تلم حبات العقد اللى انفرّط منها فجأة !
حاولت بس وجع قلبها تعبها .. فراقه كان مفاجأة ماستحملتهاش وماتت بعده بفترة قليلة .. وبموتهم الونس اختفى !
اشعة الشمس ضلت طريقها ونسيت البيت , بس بتبعت كل يوم حزمة ضوء خفيفة تنوره من فتحات الشبابيك الضيقة .
وجع الحيطان يتسمع من أول الشارع لآخره .. البيت معادش مصدر بهجة .. ولا بقى ليه صوت .
الاركان ملاها الفراغ اللى سابوه .. والفراغ اللى سابوهولى اكتر من انه يتحكى .. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق