صمت ..

"حتى حينما اختار جسدك مرض ما ، اختاره صامتا مثلك !"
كأنك رزقت الصمت .. اعضاؤك لا تشتكى إلا عندما يشتد بها الألم .. يظل جسدك صامتا ويفصح عما به فقط عندما لا يستطيع تحمل المزيد ..
***
استيقظت اليوم وانا اشعر بتوعك شديد .. لا استطيع النهوض من الفراش ، روحى متوعكة اكثر من اى شئ فى جسدى الذى اصبح هزيل بسبب النوم المتأخر وشرب المنبهات .. لكنى اشعر انى افضل من ليلة امس .. او هكذا أتظاهر .
اعرف ان سبب التوعك هذا بسبب رؤيتى لك فى المنام .. جئت تخفف عنى عند علمك بمرضى لكنك ذهبت مرة اخرى !
آثار رؤيتك والتشبث بيدك كى لا تذهب انهكت روحى . وآثار صراخى المكتوم مازال باديا على صوتى حتى هذه اللحظة . لكن حتى فى احلامى صوتى يصيبه الهوان ويخفت فلا يقوى على البوح لك .
اشعر انى ثقيلة ولا اقوى على الحراك بسبب كثرة الكلام المكتوم فى حلقى والذى بدأ يترسب فى اطرافى وقلبى ولسانى ايضا .. فزاد من احساسى بالثقل الساكن بداخلى .
زهدت اى حب جديد يطرق على بابى .. واغض البصر عن اى نظرة شوق من اى شخص اعرفه .. اغلقت اذنى عن كل كلمات الاطراء التى تخفى الاعجاب بداخلها فلا اريد التعلق بأى شئ مهما كان .. فقط سوف اعتاد على مرضى الجديد وقررت مرافقته .. ليس استسلام منى لكنى وجدت شئ مثلى يؤنس وحشة الصمت التى خلقت بها .. سأدعه يرحل وسوف أشفى منه حين أشفى منك .. منك ففط .
***

خفة

"بداخلى يكمن شئ أثقل من الرواسى التى خلقها الله كى يتزن الكون .. لكن هى لا تعمل على اتزانى بل تقلل من جاذبيتى فلا استطيع التمسك بالأشياء التى احبها .. تجعلنى اشعر انى عبء على القلوب التى تحبنى فأكون ككفة ميزان لا يضاهيها شئ فى الثقل ..
اللهم ارزقنى الخفة .. خفة دخول قلوب عبادك وخفة الخروج منها.. خفة الخروج من الدنيا كما دخلتها خفيفة من قبل " .

لأجله ، هو فقط !

لا أكتب من اجل ان تعجبهم كلماتى .. ولا لأسمع كلمات الإطراء والتشجيع منهم .. او حتى لكى اعرف ان حروفى تمثلهم او انهم يرون انفسم من خلالها !
بل أحببت الكتابة لأجلك انت ..
كنت اول من كتبت له ما لم استطع قوله فى الحقيقة .. اتذكر تلك الصفحات ومازلت احتفظ بها وعندما اقرأهم اضحك على قلبى الذى أحبك منذ رآك اول مرة بدون سبب واحد .. فكيف لطفلة صغيرة ان تعرف سبب حبها لصديق طفولتها الذى تواجد فى كل لحظات حياتها .. كيف لى ان اعرف سبب اتصال روحى بروحك اينما ذهبت وكلما ضحكت او بكيت ؟!
رغم انى اكتب لك ويقرأ آخرون لكنى لم اعرف اليأس ولو للحظة واحدة .. ستعرف يوما ما انى لم اعرف الحب إلا لكى احبك .. واعرف ان قلبك لن يضل الطريق وستعود لنحقق ما حلمنا به سويا منذ ان كنا اطفالا ..
اعرف انك لن تكمل طريقك معها .. فقط اعرف هذا .

تسمحيله ؟

"قربيه كمان لقلبك ، سمعيله احلى غنوة " .

بعثرة .

"اعتقد احيانا إننى مريضة بداء النظام !
واحيانا لأخفى ضعفى فى السيطرة على مشاعرى المتقلبة التى تتبعثر دائما دون إرادة منى ..
***
لا استطيع النوم إلا بعد الاطمئنان على كل شئ وان كل شئ فى مكانه . اذكر الاشياء مئات المرات لكى لا انسى . حتى ان قررت الكتابة لا استطيع ترك كلمة شاردة فى سطر بمفردها وافعل ما بوسعى لكى اكتبها فى آخر السطر .لا استطيع الكتابة بقلم ليس له غطاء . لا استطيع ترك كوب على الارض او على سور الشرفة وإن فعلت تظل عينى معلقة عليه . لا استطيع رؤية الخزانة وهى مبعثرة الملامح وتخرج منها الملابس من كل الجهات كأنها تحاول الهروب من وحش بالداخل . وان حدث واتسخت صفحة من كتاب اقرأه اكون كمن فقدت إحدى اطفالها !
***
احاول دائما السيطرة على كل شئ من حولى .. لكننى لم استطع السيطرة على ما اشعر به يوما .. وان تجاوزت الحدود التى ارسمها فى حب شخص او شئ ما اعاقب نفسى بالحرمان من رؤيته إلى الابد .. عقلى لا يقبل الاستثناءات ولا المساومة .
عقلى لا يقبل ان يفقد السيطرة . عقلى لا يريد ان يسمع ما يهمس به قلبى ولو ليوم واحد .

الكون كله بيدور .. فوق راسى !

مش فاهمة ..
مش عايزة افهم ..
مش عارفة انا بعمل ايه ..
مش عارفة انا عايزة ايه  ..
ايه الصح ! وايه الغلط !
احنا ليه بنعمل كدة !
ليه دماغى مالهاش فيشة ؟
ليه الناس بتعرف تفصل وبتتعايش وانا بتضايق من تفاهات ؟
ليه اتفه حاجة ممكن تخلينى اعيط بس مباعيطش ؟
ليه اهتماماتى مش زى البنات ؟
ليه بسعى دايما للتغيير وانا مش عارفة الغاية منه اساسا ؟
ليه دايما بحلم انى تايهة وهربانة وبجرى من حاجة معرفهاش ؟
ليه بحلم بالهروب وعمرى ما فكرت فى مكان اروحه ؟
ليه بتكلم دايما عن الحرية والكلابشات والطيور ام جناحات ملونة وانا اول حد بيحبسنى ؟
ليه بعرف اكتب كل دة لكن ببقى تمثال فى الحقيقة ؟
ليه ممكن افضل يوم بحاله ساكتة وانا جوايا فى راديو شغال صوته اعلى من اعلى حاجة فى الدنيا ؟
ليه دايما نفسى اعرف ناس كتير بس بكون اول حد بيهرب من اللمة ؟
ليه بحب اكتب مع ان القول اسهل كتير ؟
ليه بستبعد السهل دايما واحب اتسحل فى الصعب ؟
ليه السكوت والكتمان والحب والفراق من طرف واحد والسهر والذكريات وكل الحاجات المتواربة دى بتحبنى وبحبها ؟
ليه انا مقرفة وبحب اتعب اللى حواليا ؟
ليه بفتكر ساعات انى مركز الكون والكون كله بيدور فوق راسى رغم انى ببص فى المراية وببقى شايفانى ولا حاجة ؟
ليه عدوى هو نفسى ؟
ليه بسأل كل الاسئلة دى مع ان ممكن اشوف حاجة بحبها واعملها احسن من غرس جذور الحيرة المتفرعة وملفوفة حواليا دى .. ليه ؟
حرفيا مش عارفة .

صراع

"بداخلى جزء مازال يريد عقد حبال الوصل التى لم تلتئم بينى وبينك .. والجزء الآخر يثور ويغضب كلما اردت ذلك " .