الأحد، 25 يناير 2015

365 وجع

"قولوا لها انى اسكن روحها ، ولم افارقها ابدا منذ رحيلى . "

اتدرين وقت ان اخترقت الرصاصة جسدى .. لم اشعر بشئ !
كنت اريدهم فقط ان يدعوا روحى ترحل بسلام .. فصخبهم وصياحهم كان يشوش على شكل وجهك فى خيالى الذى كنت احفظ ملامحه منذ ان جئت إلى الدنيا ووجدتك بجانبى فى كل لحظة .
عندما تجرد قناصى من انسانيته وضغط على الزناد كنتى اول من شعروا بى وسمعتى صوتى ينادى عليكى رغم انى لم انطق بشئ .. فقط نطقت الشهادتين فى سرى وصعدت روحى لخالقها .
مرت امام عينك كل ذكرياتنا سويا .. يوم ولدت ورأيتنى لأول مرة .. يوم نطقت اسمك .. اول يوم فى المدرسة .. يوم مرضت ولم تبارحى مكانك بجانبى إلى ان انخفضت درجة حرارتى .. وكل يوم تأخرت فيه ولم تهدأ جفونك إلا عندما وصلت المنزل بسلام بفضل دعائك .. يوم ان نجحت فى الثانوية العامة ودخلت الجامعة .. فى كل يوم طبختى لى المكرونة بالبشاميل ورأيتى فى عيونى لذة تذوق أكلك الذى لطالما ونستنى رائحته وانا صاعد على درج المنزل .. ويوم رأيتى عيونى ترقص من الفرحة مع صوت رسالة معينة على هاتفى وعرفتى منها انى وقعت فى الحب !
ابنك الصغير الذى لازلتى تقلقى عليه كلما تأخر كبر وقلبه صار يدق ويشعر ببهجة عند رؤيتها ..
صديقك الصغير الذى كان يحكى لك مغامراته واحلامه كأنه "بيتر بان " كبر وصار يتلهف للقاؤها ..
تشبكين خيوط الأحلام الوردية لليوم الذى سأتزوج فيه ، و تتلهفين لليوم الذى سوف تحملين فيه ابنى او بنتى .. احفادك !
اعرف انهم حرموا قلبك من الفرحة يوم زفافى .. ومن رؤية احفادك لكن لو تتخيلى شكل الجنة التى سوف تجمعنا .. لم تخطر على قلب بشر !
اراكى كل ليلة عندما تسرقين لحظات فى سريرى .. او عندما لا يكون احد بالمنزل وتنامى عليه .. وتبكى على وسادتى التى طالما بكيت عليها وانا صغير .. لا اريد منك الحزن ابدا .. لا اريد لوجهك الجميل ان يتخلله العبوس . وقلبك البرئ هذا لا اريد لنار الفراق ان تذيبه . فقط ابتسمى وتذكري ابتسامتى .
سوف نلتقى مجددا فى الجنة .. وقتها اريد ان القاكى باسمة .. فاتحة لذراعك الذى حرمونى منه منذ عام بأكمله .. اريد ان اعانقك بعدد الايام التى تركتك فيها ..
احبك .
لطالما كنت احبك .
#قولوا_لها
#امى
#الذكرى الاولى
#محمود_العطار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق