الأربعاء، 27 مايو 2015

رسالتى الاولى

عزيزى الله ..
اعرف ان لدى الحق بمخاطبتك "عزيزى" ولن اطلب منك الغفران او السماح على هذه الكلمة .. فأنا لدى جزء منك نفخت فيه من روحك فأصبحت "أنا" ..
لقد عشت سنوات عديدة وبداخلى تساؤلات بحثت عن إجابتها لكن ليس لإشباع شغف أو طلبا فى المعرفة لكن ﻹسكات فضولى وعقلى الذى لا ينام .
عندما كنت طفلة كنت أفهم الإشارات التى ترسلها إلى حين أكون فى حيرة من أمرى .. رغم تفاهة الأشياء التى كانت تشغلنى إلا انك لم تضيعنى أبدا ولم تترك يدى مهما فعلت وكنت ترسل إلى إشاراتك دائما .. لكن لا أدرى لماذا كلما كبر الإنسان وكبر عقله يترك يد الخالق للإنشغال بأمور لن تفيده وتزيد من حيرته حتى يضل الطريق ويصير لا يفهم الإشارات التى ترسلها له !
لماذا نتخلى عن طريقك بإرادتنا وننشغل عنه بدوائر فرعية تحولنا بمرور الوقت لمجرد تروس فى آلات تستهلك أرواحنا وحياتنا حتى نموت ونذبل ليحيا ترس آخر وتدور الدائرة إلى ما لا نهائية ..
اعترف لك انى اتركبت حماقات انت أعلم بها منى وتدرى ما أخفى وما أعلن .. اعترف لك انى يأست كل الطرق ولفظتنى كل المعتقدات وكفر بى كل الناس وبتساؤلاتى وعقلى الذى لا يهدأ ويبحث دائما عن القواعد كى يخترع لها استثناء .. لكن طريقك لطالما كان ومازال الأقرب إلى من نفسى ومن نفسى الذى يخرج ويدخل بإذنك ..
بعدما ضللت الطريق ولم اعد افهم إشاراتك بعثت لى بلطفك زينب لكى تقول لى : "ربك رب قلوب يا خواجة " .. اخترت تلك القناة وذلك المسلسل حتى اسمعها تقول انك تنظر إلى ما فى قلوبنا فقط .. انك مطلع على ما فى صدورنا وما نخفى وما نعلن .. اخترتنى انا فى هذا الوقت بالذات كى تبعث إلى بتلك الإشارة التى اجابت على تساؤلى الذى دار فى عقلى فى تلك اللحظة ..
واخترت تلك الرواية تحديدا كى تكون رفيقتى وتجيب على اسئلتى ..
اريد الاعتراف لك بشئ آخر .. انت من خلق ذلك العقل الذى لا ينام ولا يكف عن طرح الاسئلة .. وذلك القلب الذى يبحث عن الحب فى كل بقعة يسكنها .. انت سبحانك من خلق تلك العيون التى اصابتها الحيرة مما رأت لكنها مازالت تبحث عنك وتراك فى كل شئ من حولها حتى حين تغمض جفونها .. انت من خلق تلك الأنامل التى تشعر بتفاصيل الاشياء وتبث فيها فضولها وشغفها الذى لن ينطفئ من صنع مصيرها بيدها .. انت سبحانك من خلق قدمى التى لن تعتاد الذهاب للسوق وممارسة الاعمال الروتينية التى يفرضها علينا عبادك تحت حكم العادات .. انت من خلق ذلك الجسد الذى لن يهدأ ويمل من البحث عنك .. انت سبحانك من يعلم سر روحى التى تهيم فى كل الأنحاء وتراك فى كل الاشياء ، انا أراك فى كل شئ .. لكنى سأستمر فى البحث عنك واصلى لك كى تقبل دعوتى وتعيدنى إليك كلما ضللت طريقك ..
اتمنى ان اجد من يقبلنى كما أنا .. ببحثى واسئلتى وفضولى وآرائى التى تتغير بعدد ايامى على الأرض .. اتمنى ان اجد من يرافقنى فى تلك الرحلة .. اتمنى ان تضع فى طريقى من يشاركنى بحثى عنك مثلما وضعت شمس التبريزى فى طريق جلال الدين الرومى فأصبح مولانا الحب .

احبك يا الله .
سارة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق