الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

عن محاولات البقاء حياً .. أو ميتاً !

فى رواية "The fault in our stars " البطلة مراهقة مصابة بالسرطان .. مامتها شايفة إنها مكتئبة ، عشان من الأعراض الجانبية للسرطان "الإكتئاب " .
بس هى كانت بتحاول تقنعهم دايماً انها مش مكتئبة من السرطان ، هى مكتئبة عشان هتموت.
"Depression is not a side effect of canser , depression is a side effect of dying ! " .

من قديم الأزل وفيه خط فاصل بين الإكتئاب والموت بالبطئ .. الإكتئاب مهما طوّل بينتهى ، والإنسان بطبعه عنده غريزة البقاء ، فلازم بييجى عليه وقت وبيخرج من حالة الإكتئاب مهما كانت خسايرها وبيحاول يتأقلم مع الإصابات .
بس لما الخط بينهم بيتمسح الموت بيبقى الحل الوحيد !

أنا مش عارف أبقى كويس ، حاولت ومعرفتش .
حاولت تانى وفشلت .
حاولت تالت وبرضه فشلت .
قررت أخليهم يساعدونى فمحدش عرف .
عملت كل الحاجات اللى بحبها ، وزرعت نفسى وسط الناس اللى المفروض يكونوا save target ليا وعادى لو شافونى ضعيف ، وبرضه معرفتش .
حاولت أحافظ على بواقى الناس اللى فى حياتى ومعرفتش ،فبوظت علاقتى بيهم وبرضه مباقيتش كويس .
حاولت أتمسك بأبطال قصتى الباقيين اللى قرروا يسيبوا دورهم فى النص ويمشوا ، وبرضه معرفتش أكون كويس.
فقررت أبطل أحاول !

"آخر محاولة"
فى قصيدة زينب اللى كتبها أحمد الطحان فى رثائها كان بيقول ..
"من بين فروق البوابات القديمة بتبتسم ، مش لأن مفيش راجل بيعيط .. لإنك لو عيطت فى ناس فى قلبك مابتعرفش تعوم .. و دة مايرضيش ربنا .. "
آخر محاولات للتمسك بالحياة وتقدير نفسك ، ونَفَسَك اللى داخل وخارج منغير إرادتك ، بيكون عن طريق اللى حواليك.. وحزنهم عليك.. وقلة حيلتهم فى غيابك .. وإنك هتكرر مأساتك معاهم ..
درويش مرة قال فيما معناه إنه بيخاف على عُمره ، مش لشئ لكن لأنه بيخجل من دموع أمه وحزنها عليه .
آخر محاولاتك للبقاء حياً دون التفكير فى الموت بتبقى ليهم .. مش ليك .
آخر محاولاتك للبقاء فى حد ذاتها موت بالبطئ .. بتتخلى عن كل حاجة فى مقابل إن روحك تبقى موجودة فى برواز قدامهم .
أحمد الطحان مكانش عايز يبكى زينب فى المقابر عشان الناس اللى مالهاش ذنب ، الناس اللى بتغرق فى الحزن من دموعه .. الناس اللى لو مكانوش موجودين كان موّت نفسه من الحزن عليها وراحلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق