" لم اكن مرتبطة بميعاد ، ولا ينتظرنى احد ، فقط امشى هائمة فى شارع احفظ تفاصيله عن ظهر قلب !
كمن زهد الدنيا ولا ينتظر منها اى شئ .. مررت من ذلك الشارع الذى يبعث الخوف بداخلى لكنى لم اخف .. مشيت كالذى يعرف وجهته ولن يحيده عنها اى شئ ..
كمن رسمت امامه علامات الطريق .
اعرف ما بى ولا اريد الحديث عنه ، ولا اريد ارهاق احد بتفاصيلى الانهائية !
لم يعد قلبى مهيئ لخذلان آخر .. فعدم الاهتمام لما ارويه يعد صورة من صور الخذلان .. احلامى التى لم تعد تعرفنى نوع ابشع من الخذلان .. والقائمة طويلة جدا ..
تخليت ايضا عن تلك الامنية التى اردتها بشدة يوما ما .. ان اعيش اسطورتى ..
اسطورة الحب الذى سيولد ولن يموت .
لم اقابل من تكتمل به الاسطورة طوال حياتى ، وفى تلك اللحظة تمنيت الا اقابله ابدا !
اردت الاعتذار لكل حلم ظننت انى سأحققه يوما ، واردت الاعتذار لنفسى ..
اخيرا وصلت ، رغم عدم رغبتى فى رؤية سريرى الذى لم يعد يسع اى شئ منى .. ولا رؤية تلك الوسادة التى تعرف كل سر خبأته يوما .. الا انى اغلقت الباب ووضعت رأسى عليها ، ولا شئ يدور فى بالى سوى انى احلم .. بالتأكيد انا احلم .. "
كانوا دايماً بيتخانقوا على المكان هنـاك .. يروحوا يحطوا الشنط ويجروا ويلعبوا لحد ما يروحوا ..
لحد 4 ابتدائى كنت بخاف اعدى الناحية التانية
واروح اقعد مع صحابى اللى هنـاك ..
بس يوم ما جاتلى الجرأة اللى شد انتباهى كانت حاجة مختلفة ..
" غير انه مكان مثالى للشنطة ومش هتتسرق هناك .. وغير انه مكان ينفع نجرى فيه .. وغير انه اول مكان اتغلب على خوفى واروحه وغير وغير وغير ..... "
إلا ان اللى شدنى ليه هو سطور كانت مكتوبة بخط حلو جنب بوابة السفارة !
كانت ببساطة :
" زى غيرها صوتها لونها شوق عيونها الكدابين
زى غيرها هان ضميرها ضيعت عشرت سنين
زى غيرها معادش باين
اللى صادق من اللى خاين
حُـــب عشره كله هاين
والهوى أحســـاس حزين "
كنت عارفة الاغنيه بس معرفش مين بيغنيها !
فضلت كل يوم اروح هناك عشان احفظ الاغنية دى وانا مُعجبة جدا بالخط
وبالكلمات .. وكان نفسى اشوف اللى كاتب الكلام دة عالحيطة !
كنت بتأمل انه يبقى من عندنا فى المدرسة ..
وفى يوم كنت بعدى .. لقيته واقف جنب كلامه وبيكتب اغنيه جديدة !
بصيت عليه من بعيد واستنيت لما مشى وروحت اقرا اللى هو كتبه
ومن يومها كنت كل ما اشوفه فى المدرسة اضحكله و هو يبصلى بإستغراب ويضحك !